يتردد على نطاق واسع بين مراجعي مركز استطباب كيفه أن حوادث ومخاطر صحية كان البعض عرضة لها بسبب استشارات وأدوية يقدمها بعض الأطباء في مجالات تخرج عن اختصاصهم، ويشدد هؤلاء على أنه على إدارة المستشفى مراقبة كافة الأخصائيين وإلزامهم المطلق بتخصصاتهم فلا يقدمون وصفات مع وجود زملاء لهم أجدر بتولي المهمة الواقعة في اختصاصهم.
ويروي مواطنون عدة حالات كادت تودي بحياة أشخاص أخذوا أدوية من غير الطبيب المناسب.
هذا المستشفى الذي هو الإطار الصحي الأهم في الشرق الموريتاني وإليه يتوجه المرضى من أربع ولايات يصادفك فيه الطبيب المختص الذي يعمل في أكثر من اختصاص وفي حالات كثيرة لا يتبين المريض الطبيب العام من الخاص.كذلك يجري الحديث عن ثقة عمياء في بعض الأطباء الذين لم يكملوا بعض التدريبات والتمارين والبحوث اللازمة والضرورية لاستكمال الاختصاص والتمكن من المهنة بالشكل الكافي.
ومن الاختلالات الأخرى التي يجب أن تُعالج في أسرع وقت هي سفر بعض الأخصائيين إلى المدن الأخرى خارج مدينة كيفه لتقديم الاستشارات الطبية في بعض المصحات والصيدليات وهو ما يرهقهم فلا يستطيعون مقاومة الإعياء في أوقات الدوام مع استحالة حضورهم عند الاستعجال إلى المستشفى؛ فضلا عن هذا التوجه الكبير لفتح المصحات الخاصة التي باتت في كل ركن من المدينة مع ما يخلفه ذلك من متاعب للخدمة الصحية العمومية.
بالطبع هناك من يعمل بإخلاص وبمهنية عالية وهو متمكن من التجربة والخبرة؛ غير أنه ينبغي على إدارة المستشفى مراقبة البقية والتصرف بصرامة مع كل تهاون بأرواح المواطنين، وهناك يجب أن ينظر إلى مجالات التخدير والاختصاصات ذات الأهمية الكبيرة والمراجعين الكثر بعين ساهرة ومتابعة قوية وصارمة.
صحيح أن هذا المستشفى في حاجة إلى اختصاصات مازالت غائبة وإلى مضاعفة ما هو موجود منها وهو أيضا يفتقد إلى الكثير من المعدات الطبية المتطورة التي يحتاجها مرفق بحجمه كما أن الضغوط عليه هائلة وتفوق طاقته ينضاف إلى ذلك ما يثقل كاهل الأطباء وهم بحاجة إلى تلبية مطالبهم المادية والمهنية لكن مزيدا من الإرادة والمتابعة والقيام الفوري بتصحيح الاختلالات المذكورة يمكن أن يساعد في ملء الجزء الفارغ من الكأس.