منذ عشر سنوات بادرت السيدة أسويك فال بنت باله التي لا تمتلك غير الإدارة والتصميم على المقاومة بفتح محل صغير من الصفيح على جانب طريق الأمل بقرية "أم شكاك" الجنوبية، وأخذت على عاتقها الذهاب يوميا إلى سوق مدينة كيفه لشراء كميات من اللحم والخضار والخبز وغير ذلك من المواد التي تدخل في وجبات الناس فتنقل تلك الأشياء عبر التاكسي إلى محلها.
وهناك يأخذ السكان الفقراء حاجياتهم من هذه المواد الأساسية دون أن يتكلفوا نفقات النقل وضياع الوقت،ثم تعود في اليوم التالي فتُسَدد لشركائها قيمة ما أخذت بالأمس وهكذا...
لم يثن هذه السيدة الفقيرة البرد القارس ولا الحراللافح عن المواصلة ،والقيام بتلك المهمة الحيوية، وفي فصل الخريف يخرج سكان المدينة إلى الضواحي فيُقبلون على ما تعرضه هذه المرأة لقربه منهم ،وواصلت "أسويلك" هذا النشاط زادها الالتزام والوفاء لمن تستدين منهم، ثم خطت خطوتها الثانية فخصصت جزء من وقتها لتعلم السياقة ثم اشترت سيارة صغيرة من نوع بيجو 205 سخرتها لنفس المهمة وبواسطتها تغلبت "أسويلك فال" على الكثير من الصعوبات وتجنبت متاعب النقل العام وتمكنت من حمل بضائعها إلى سكان القرية في الوقت المناسب.
لم تلفت المبادرة المنتجة لهذه السيدة نظر أي سلطة ؛ولم يلق لها منتخب أو منظمة بال، وظلت تواجه مشاكلها بنفسها وتستمر في أداء تلك المهمة.
قبل سنة من الآن تعطلت السيارة ، ولم يعد محركها قابلا للعلاج فأوقفتها في أحد محلات الإصلاح في انتظار الحصول على ما تشتري به محركا يعيدها للعمل.
طرقت عدة أبواب حكومية طلبا للمساعدة دون جدوى؛ غير أنها تأبى الاستسلام وتواصل تقديم تلك الخدمات الجليلة لسكان قريتها الفقيرة رغم قلة ما في اليد، وما يلزم من جهد مضني وتنقل .
وكالة كيفه للأنباء قابلت هذه السيدة فطالبت المنتخبين والأطر وكذلك المنظمات المهتمة بقضايا المرأة تقديم المساعدة، وهي في ذلك تتمنى أن تجد ما تصلح به السيارة التي هي وسيلتها الأساسية للاستمرار في المهمة الاجتماعية التي تضطلع بها منذ عقد من الزمن.
في هذه الجمهورية تبدد الأموال عبر مشاريع تنموية غير ناجعة، وبها يستولي الأقوياء والنافذون على كل الخيرات، و تذهب المنافع عبر الزبونية والمحسوبية والوساطة فلا تقع في أيدي مستحقيها.
وفي هذه المدينة لا يهتم رجال الأعمال ولا المنتخبون ولا الأطر بمثل هذه القضايا التي تمس بشكل مباشر حياة الفقراء، فلم يقدروا ما تقوم به هذه السيد الكادحة ، المنتجة فَتُتْرَكَ لشأنها حتى تستسلم لضعفها.
فمن يبادر بمساعدة" أسويلك" حتى تصلح وسيلتها لحياة كثيرين؟
ومن يكون سباقا إلى الخير؟
للأتصال بالسيدة أسويلك فال:
22279580