يتحدث وزير الزراعة في كل مناسبة عن نهضة زراعية تشهدها البلاد ويصول ويجول في أرقام فلكية ويصف الأمور على أنها على ما يرام.
فإذا كانت الوزارة نفذت مشاريع على ضفة النهر وأن أعمالا مهمة يقام بها هناك فعليها أن تتحلى بالجرأة، وتعلن الولايات الشرقية منطقة خالية من الزراعة، وأين هذا الحديث مثلا من واقع الزراعة في ولاية لعصابه؟
انهار القطاع الزراعي بولاية لعصابه خلال السنوات العشر الأخيرة بشكل كاريثي؛ فعلى مستوى الزراعة المطرية تراجع المحصول أضعافا كثيرة بسبب ضربات الجفاف المتلاحقة وكف الحكومة عن أي تدخل لصالح المزارعين سواء تعلق الأمر بالمعدات والتجهيزات أو تعلق بالإرشاد أو فيما يخص القروض أو المنح ، ينضاف إلى ذلك تراجع تدخل الوزارة فيما يتعلق بالسياج والسدود الرملية.
أما الزراعة المروية فقد انتهت على مستوى هذه الولاية وجفت الحقول، حيث تمتنع وزارة الزراعة عن تقديم أي حل في مجال المياه وتغيب التقنيات وأساليب الإرشاد والتوجيه، لذلك أنصرف مزارعو الخضروات إلى مزاولة حرف أخرى من أجل البقاء على قيد الحياة.
ثم جاء انهيار أول محاولة جادة لزراعة الخضروات هي مشروع كنكوصه قبل 7 سنوات ليطوي صفحة زمن الزراعة المروية في هذه الولاية.
وليست الواحات أحسن حالا فقد شهدت خلال السنوات الماضية انتكاسة كبرى أدت إلى موت آلاف أشجار النخيل وسارت أشهر أودية النخيل بشكل حثيث إلى الانهيار، مما يقود إلى الاعتقاد بأن الواحات في هذه المنطقة ستكون جزء من تاريخها خلال سنوات قليلة قادمة.
كل ذلك أدى إلى احتلال المواد الزراعية المستوردة أسواق الولاية مما زاد من ارتفاع الأسعار وفاقم المشكلة الغذائية حيث توجد مجاعة صامتة في الكثير من جيوب الولاية خاصة في أوساط "آدوابه" الذين هم المزارعون السابقون.
ذلك هو الواقع الذي يكذب ما يذهب إليه الوزير الذي كان عليها - على الأقل - أن يستثني ولاية لعصابه من هذه الصور الجميلة والأرقام الخيالية..