يعمل الإداري والوجيه الباحث السيد سيدي ولد بناهي منذ عدة سنوات على نفض الغبار عن تاريخ مدينة كيفه ،وبعث تراثها خلال المائة سنة الماضية، وتمهيدا لذلك بادر الرجل باقتراح احتفالية مئوية كيفه عام 2007، وأتبع ذلك بطباعة كتاب حول هذه المئوية بعنوان : مدينة كيفه .. وحدة المسار وقوة التنوع.
ولد بناهي تنقل بين المكتبات والمتاحف الوطنية وطالع ما تم تدوينه عن مدينته في الدُّورِ الثقافية السنيغالية وما وثقه المستعمر عن هذه المدينة، وجال بين كبار السن والمراجع الاجتماعية، مقتفيا كل الآثار والنصوص و القصاصات والصور وكلما يفيد في تدوين تراث المدينة، وحين قرر إقامة المتحف اختار أحد المنازل بنواة مدينة كيفه حي "القديمه".
وهناك بدأ بحفظ الآثار القديمة، والتحف النادرة، وروائع المخطوطات واللوحات ، وكل ما يتصل بالتراث الحضاري لهذه المدينة من صور لشخصيات لعبت أدورا لصالح الدولة والمجتمع ، بالإضافة إلى الأعمال العلمية عبر مكتبة المتحف، وما تيسر من أعمال فنية، ومعلومات عن التاريخ والتقنية التقليدية وأحوال الناس وطرقهم في العيش والملبس والمسكن والتعاطي خلال المئوية الماضية.
المتحف الذي سمي باسم المقاوم بناهي ولد سيدي ولد محمد الراظي يضم عدة أجنحة تحكي تاريخ المدينة بالصور والنماذج والوثائق.
و لد بناهي عاكف على تجهيز هذا المتحف الذي سيكون إنجازا ثقافيا وتاريخيا استثنائيا في المنطقة؛ وفي حديث لوكالة كيفه للأنباء قال إنه يعتزم الاحتفال بفتحه مع جميع السكان حين يكتمل جمع المنتقيات التراثية وينتهي من تأهيل كافة الأجنحة والرفوف ويومئذ يفتح أمام العامة فهو من أجل خدمة المجتمع وتطويره وهدفه الأسمى هو حفظ تراث المدينة وإبراز ما شاركت به ماديا وثقافيا في نشأة الدولة الوطنية.