دأبت مندوبية التأزر منذ قيامها على إغلاق باب التواصل مع المواطنين الذين أنشئت لخدمتهم والتلاحم معهم بشكل مباشر؛ فعلى مستوى ولاية لعصابه على الأقل لا توجد أية تمثيلية لهذه المؤسسة الكبيرة ،ولا تتوفر أي محطة أو نقطة أو مكتب أو شخص أوهاتف يزود المواطنين بالأخبار حين يرغبون في الاستفسار عن شؤون تهم هذه "التآزر"، ولذلك اعتمد الناس هناك على الشائعات وما يتداوله الشارع من أخبار!
تجد عشرات الفقراء بشكل شبه يومي وهم في تيه من أمرهم بين مختلف المكاتب العمومية، في ذهاب وجيئة دائمين بين دار البلدية ومقرات الحاكم والوالي وغير ذلك لا يهتدون إلى سبيل، ولا يعرفون طريقهم للاستعلام عن أنشطة هذا القطاع الكبير!
ظل ذلك الأمر المُهِين للمواطنين ، المُكَلِف لهم ماديا ومعنويا هو ديدن هذه المؤسسة التي يعتمد عليها برنامج رئيس الجمهورية وفيها ضُخت أهم أموال تعهداته لشعبه.
لا توجد بولاية لعصابه لهذه المندوبية أدنى سياسية للاتصال. وحتى وسائل الإعلام مستقلة كانت أو تابعة للحكومة فإنها لا تجد كلمة واحدة من لدن هذه المندوبية. إنها تضن على المواطنين ببلاغ في وسائل الإعلام وحتى بورقة مفصلة على جدار!
كيف تعمدت هذه المؤسسة هذا النهج البدوي؟ كيف هان عليها الفقراء إلى درجة منعهم الخبر؟
أين يذهب الناس في بحثهم عما يربطهم بهذه الهيئة؟ لماذا تغلق أبواب الاتصال بالناس ؟ وهل يصدق أحدا أن لا تمثيل لها بولاية لعصابه؟
عدا سياراتها الرباعية وعناوينها المسيلة للعاب من شيلة وبركة وأمل وتكافل ودار وغير ذلك فإن جسور التواصل مع هذه المندوبية منعدمة بشكل مطلق!
لقد شكل ذلك حرجا كبيرا للسلطات البلدية والإدارية التي تعدم هي الأخرى الخبر، وحَوَّلَ هذا الإهمال الذي لا يوجد له مبرر تدخلات هذا التأزر إلى جحيم يضر الفقراء أكثر مما ينفهم ويعرضهم لشتى أصناف المهانة المجانية والتحقير الفظيع!!