بعد التصاعد المذهل لحالات مرض الملاريا المسجلة بالجنوب عموما و بولاية لعصابه خصوصا والموجهة إلى مركز استطباب كيفه للتكفل والعناية بها، وبعد تفاقم حالات المرضى وتسجيل عدد من الوفيات بفعل التعتيم على فشل السياسات الصحية و غياب التخطيط المسبق لمواجهة الأوبئة و نقص الطواقم وضعف طاقة الإستعاب وشح مخزون الأدوية .
تطلبت هذه الوضعية الاستثنائية من حكومة ولد أجاي إيفاد وزيرها للصحة إلى ولاية لعصابه للوقوف عن قرب على حجمها.
بعد السؤال الجوهري حولها الذي هو: ( ماذا قدم الوزير و وفده المرافق من حلول ملموسة على ارض الواقع لكبح انتشار وفتك الوباء وما ذا استفادت اكبر منشأة صحية في جنوب البلاد من هذه الزيارة؟)
تثير هذه الزيارة عدة تساؤلات يطرحها سكان المنطقة:
1- من وسط مدينة كيفه ومن مقر استراحته بدار إقامة الوالي، هل سلك الوزير فعلا و وفده طريق الألف حفرة و مطبة، الطريق الوحيد الذي يربط وسط المدينة ومعظم أحيائها بمركز الإستطباب؟
كيف أحس الوزير بعد نهاية الرحلة على متن سيارته الفارهة المكيفة و المزودة بآخر نظام لإمتصاص الصدمات، وكيف يتخيل إمكانية وصول مريض عبر هذا الطريق في حالة مستعجلة على متن سيارة أجرة متهالكة أو سيارة إسعاف يفترض أن تكون خارج الخدمة في أحسن الظروف؟
2- هل إطلع الوزير على وضعية نظافة المستشفى،هل ألقى نظرة على الجدران والأسرّة و الممرات ،وهل زار دورات المياه؟
3- هل إطلع معاليه على نوع الخدمات المقدمة لمؤمني(CNAM) خارج اوقات الدوام الرسمي؟
4- هل عرف الوزير كيف يتم تموين المستشفى بالماء؟
5- هل إطلع الوزير على النقص الحاد في الأخصائيين في بعض التخصصات الهامة كالسكري و الغدد والأمراض الصدرية وأمراض الجهاز الهضمي والتخدير والإنعاش ؟
6- هل يجد الوزير تفسيرا لدرجة نقص مخزون الأدوية بالمستشفى التي جعلت مؤسسة بحجم مركز إستطباب كيفه تتلقف اتفه تبرعات الخصوصيين؟
7- هل يمكن أن يطمئن الوزير سكان المنطقة بأن مخزون المستشفى هذه السنة تنوع ليشمل جميع اللقاحات والأمصال الأساسية حيث يفتك بهم كل سنة داء الكلب وسم العقارب لفقدان ابسط ترياق؟
8- وأخيرا هل سيستفيد القطاع في ظل معاليه من الدرس ، و يضع مستقبلا ضمن سياساته خططا وقائية استباقية لمواجهة الأوبئة المحتملة؟
النهاه ولد أحمدو
46442289