هي قرية "لكويسي " التابعة لبلدية ابلاجميل بمقاطعة كنكوصه ، الواقعة على بعد 90 كم جنوب مدينة كيفه.
يسكن بهذه القرية مئات الأشخاص ، يمثل النساء والأطفال غالبيتهم إذ يتفرق الرجال بين المدن وفي الدول الافريقية للبحث عن العمل من أجل إعالة أسرهم بهذه القرية.
يعتمد السكان في حياتهم على مصدرين هما رعاية قطعان البقر وزراعة بعض الحقول خلال فصل تهاطل الأمطار.هم فقراء بشكل عام وترتبط حياتهم ارتباطا مصيريا بالمطر.
خلال هذا العام كان الحصاد هزيلا نظرا للآفات وفقدان وسائل الحماية كما هو الحال كل سنة، وهي الوضعية التي فاقمت قساوة الحياة على هؤلاء المواطنين.
ومن أجل التحرك لتفادي مجاعة أصبحت عند باب كل أسرة في ظل غياب أي تدخل حكومي مهما كان نوعه قرر نساء "لكويسي" قبل ثلاث سنوات التحرك والتشمير عن السواعد ،إنهن لا يردن الاستسلام للجوع.
اجتمعن فقررن البدء في عمل تعاونية متعددة الأدوار؛ تشمل زراعة الخضروات وإقامة متجر ومجزرة بالإضافة إلى عمل بعض الصناعات التقليدية فشارك العشرات منهن في هذا التنظيم.
جمع النسوة مساهمات متواضعة للمنخرطين في التعاونية وقمن بشراء البذور وبدأن السقاية من البئر الوحيدة حيث يحملن الماء على رؤوسهن في أوعية وقوارير وصبه على المزروعات ثم التناوب على ذلك المتجر الذي زودوه بطاقة شمسية تسمح بتشغيل ثلاجة.
وكالة كيفه للأنباء زارت هذه التعاونية وفي شقها الزراعي بدا أصحابها يعملون في ظروف قاسية حيث ينعدم الماء الكافي وتغيب أي تقنيات أو وسائل حديثة فضلا عن الدعم المادي أو الإرشادي من أي جهة كانت.
رئيسة التعاونية السيدة لاله بنت اتلاميذ قالت أنهن اضطررن لإنشاء هذه التعاونية لجاجتهم الماسة إلى ما يسدون به رمقهم، وبدت غير متفائلة بالنتائج وأعربت عن خيبة أملها في "حكومة" ولاية لعصابه التي لم تقدم لهذه القرية أي مساعدة ومع ذلك فهي لا تقنط من رحمة الله وتذكر هذه الحكومة بواجب الالتفات إلى سكان قريتها.
الناظر إلى مستوى تلك التعاونية يدرك تمام الإدراك أنها لن تحقق الحد الأدنى من حاجيات هذه القرية وستتولد لديه الشفقة والحزن على حال هؤلاء المواطنين ،ومع ذلك يمكنه أن يتمسك بقليل من التفاؤل وبوجود ضوء خافت في نهاية النفق ما دام لدى هؤلاء النسوة إحساس بالمبادرة والتحرك لمواجهة الفاقة بأي عمل مهما كان عبثيا وغير مضمون النتائج.
أول اتصال بالجمهورية كان عبر وكالة السور الأخصر التي زارت التعاونية وتعهدت بالتدخل وهو ما أسال لعاب المنتسبات للتعاونية غير أنها لم توف بالعهد، وحين تتصل رئيسة التعاونية بهواتف البعثة فإنها لاتجيب .