زار وفد كبير من برنامج الغذاء العالمي يضم في عضويته، منسقة منظومة الأمم المتحدة في بلادنا، وسفراء الدول السبع المعتمدين لدى البرنامج في روما، والمديرة الإقليمية للبرنامج في غرب إفريقيا رفقة المفوض المساعد للأمن الغذائي ووالي لعصابه
قرية أكفافه كرجمه التابعة لبلدية أقورط بمقاطعة كيفه، وذلك بهدف الوقوف على مشاريع مولها البرنامج المذكور.
المتابعون لهذا الموضوع كان لافتا بالنسبة لهم قدوم هذا الوفد الكبير في طائرة خاصة وما عقب ذلك من ضجيج ، وهو ما أثار أيضا غيرة باقي سكان القرى القريبة الذين بات حديثهم ينصب على حسن حظ هذه القرية حيث أخرج الإعلام الرسمي لوحة وردية خلص كل من تابعها أن المنجز كان كبيرا واستثنايئا وأن كافة المشاكل التنموية لهذه البلدة الفقيرة قد وجدت الحل.
وكالة كيفه للأنباء تفقدت المشاريع التي أقامها هذا البرنامج والتقت بعدد من المواطنين للتحدث معهم حول تقييم تلك الأعمال.
عناوين الفقر والحرمان بارزة وتقرأ في كل بيت وكوخ بهذه القرية فالمدرسة متهالكة بناها الأهالي بسواعدهم وشبكة المياه الصغيرة لا تلبي الحد الأدنى من حاجيات العطاش، أما الإسعافات الصحية الأولية فعلى مرضى القرية أن يتنقلوا إلى أقرب نقطة صحية في القرى المجاورة.
لا وجود لمنجز جاد وعام جنى السكان ثماره خارج تعويضات نقدية زهيدة عن أعمال قام بها الأهالي لبناء السد وبعض الخطوط التي تحصر المياه.
هناك سياح جيد على سد لم يستطع الأهالي لضعف وسائلهم زراعته نظر لنمو الأشجار والنباتات داخله؛ لذلك يرى كثيرون منهم أنه قبل توفر جرارات ومحاريث لنزع النباتات وتوفير أخرى للتأهيل والبذر وغيره من الخطوات الزراعية فإنه لا جدوى من السد.
المزارع والوجيه المصطفى ولد اسليمان ثمن ما قامت به الحكومة وشركاؤها وذكر أن السد تم توسعيه وتسييجه وأن الزراعة واعدة وأن أموالا ضخت واستفاد منها السكان، مضيفا أن تقنيات معالجة الأرض هيأتها للإنبات وطالب الجهات المعنية بتوفير أدوات زراعية حديثة.
أما السيد سالم ولد سيد أحمد فقد أكد أنه لاشيء تم إنجازه يستحق تنقل هذا الوفد، مبرزا أن ذلك هو ما أدركه الوفد نفسه وعبر عنه بعض أعضائه، وأضاف أن السد المعني ليس مجالا زراعيا مفتوحا وإنما هو سد أسري وأن السكان لم يأخذ رأيهم حول ما يريدون وحين قدم الوفد لم يحاورهم ولم يسألهم عن شيء.
ولا يتذكر هذا الرجل أي مردودية عامة لهذا التدخل على السكان الذين قال أنهم يعانون من مشاكل عميقة في كل مجالات حياتهم.
وكالة كيفه للأنباء استمعت إلى تقييم عمدة بلدية أقورط السيد سيدي ولد حمد لهذا العمل فقال : "لم يتم إشراكنا لا في مرحلة التخطيط ولا التنفيذ مع أننا أدرى بحاجيات السكان وترتيب أو لوياتهم، ولو سئلنا لكانت مكننة الأدوات الزراعية وأشياء أخرى هي الأولى وفي جميع الحالات فإن ما رصد من مال لهذا العمل لا يناسب المنجز على الأرض.
والذي يهمني الآن – يقول العمدة - هو التأكيد على ضرورة إشراكنا فيما يتعلق بتنمية البلدية ونؤكد استعدانا للعمل مع الجميع من أجل تحقيق تنمية شاملة ومستديمة تضع السكان المحليين هم الوسيلة والهدف"
لا شك أن حاجة سكان الريف بولاية لعصابه وضعف حيلتهم وتعودهم على النسيان والتهميش يجعلهم يتعلقون بكل بارقة ويستبشرون بكل تدخل مهما كان تافها ولسلامة صدورهم وبراءتهم يمكن لأي جهة أن تنفخ في كل ما تقدم رغم زهده وعدم نجاعته.
إن ثقل وفد يوم الأربعاء وصخبه جعلنا نظن أن البلدات المزورة قد أقلعت وتم انتشالها من مستنقع الفقر وحين أنقشع الغبار عاد سكان أكفافه كرجمه إلى يومياتهم القاسية مع الحياة.