قطعَت بعضُ التعاونياتِ النسوية بمناطق الريف في ولاية لعصابه أشواطا متقدمة في الزراعة المروية حيث تكدح النسوة في هذه الجيوب الهشة من أجل تطوير إنتاجهن بجهود ذاتية.
ونظرا لغياب دعم الدولة فإن المزارعين يسيجون الحقول بطريقة بدائية مضرة بالبيئة، تتطلب قطع كمٍّ هائل من الأشجار، لبناء حائط خشبي على المزارع، كما تقف العزلة عائقا أمام هذه التعاونيات تمنعها من تسويق منتجاتها إلى المدن بطريقة سلسة، الأمر الذي حال دون الاستفاد من مردوية ما فضل عن الاستهلاك المحلي.
تقوم نسوة عالم الريف بزرع النباتات التي تستطيع مقاومة قسوة الطبيعة وتتلاءم مع مناخ البلاد الجاف، يعتمدن في ذلك على الآبار التقليدية وخزانات المياه، كما يلجئن أحيانا إلى شِراء ماكينات تعمل بالكهرباء لجذب المياه من الأعماق، مع استخدام خراطيمِ الري والمضخات اليدوية.
ولا يفتأ المرشدون الزارعيون يؤكدون على ضرورة تطوير الزراعة بتفعيل التقنيات الحديثة، ورفع مستوى كفاءة المزارعين الذين تنقصهم الخبرة مع تخلف الأساليب وضعف التنظيم وقلة التمويل، واتساع المسافة بين المدن، وهو ما أدى إلى تدني الإنتاج.
و لا تواجه الحكومة ذلك الوضع المزري بأكثر من الدعايات الإعلامية والخرجات الرسمية التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
إن النهوض بهذه التعاونيات في تلك الأوساط الفقيرة يمر بدعم التعاونيات الزراعية بمنحها القروض وتوفير المياه والسياج والبذور وجعلها تحت رقابة دائمة من المرشدين الزراعيين، ناهيك عن إصلاحات أخرى بنيوية كالإسراع في تشييد طرق معبدة تربط بين عواصم البلديات لتسهيل تصدير الفائض من المنتوجات.