أساليب النقل العمومي بولاية لعصابه تشكل استثناء غريبا، فلا حدود لما يمكن أن يُشحن بالسيارة، "فالهايلكس" أو "البي كوب" توضع فيها حمولة الباص بزيادة ما تسير من دواب، والباص يٌشحن بما تنوء به الشاحنة !
وفي تطور لافت تفتقت موهبة الناقلين حين تحرروا من أي مساءلة من طرف سلطة النقل عن استحداث ثلاث مساحات بالسيارة ،فيقومون بوضع أعمدة على الكيس وأسفلها تٌشحن المواشي، وفوق الأعمدة يُحمل ما يصطحبه الركاب من مؤن وسلع وأشياء؛ وهو ما يناهز غالبا الطنين ،وفي المكان العلوى يتم تكديس الركاب فيما يرتفع خمسة أمتار عن سطح الأرض.
هذه السيارات بالإضافة إلى الطريقة الانتحارية للحمولة تُخِرج أعمدتها يمينا ويسارا عن كيس السيارات ،وهو ما يضاعف المساحة التي تأخذها على الطريق ،وذلك ما يجعل أطرافها أدوات قاتلة للمارة ومسببة للكثير من الحوادث لاصطدامها الدائم مع مختلف الأجسام من سيارات و أشجار وحيطان وغيرها.
والأخطر من ذلك أن هؤلاء الناقلين في حرص منهم على صيانة سطح القمرة من اعتلاء الركاب يملؤونها بالمسامير في عملية تفخيخ لا تبقي ولا تذر عن انقلاب السيارة.
هذه الأساليب الغريبة حقا، المستهترة بحياة المواطنين، والمسيئة إلى أبعد الحدود إلى المظهر المدني العام، لا تجد من يكبحها فالأمن رهن إشارة سلطة النقل، والأخيرة ينصب اهتمامها فقط على أن يدفع الناقل ما يُطلب منه ،والأخير مستعد لذلك فبه يستبيح كل شيء ويتحرر من كل شيـء فيضاعف ربحه.
الغاية الوحيدة عند سلطة النقل هو قبض 50 أوقية جديدة ولها تجند كافة العمال ومن أجله ترسم جميع الخطط وتعد كافة البرامج !
تلك الممارسات المشينة والطرق القاتلة، والفوضى العارمة تحدث رغم أنف القانون والنصوص المنظمة للمجال، وهي تجري بمباركة كافة السلط: بلدية، وإدارية وأمنية.
إنه أخطر وأغرب نقل عمومي في الدنيا !