تشهد ولاية لعصابه هذه الأيام عودة أبنائها من وزراء وأطر ومنتخبين لقضاء بعض الوقت، وقد بادر هؤلاء بمختلف مناطق الولاية بتنظيم اجتماعات سياسية، قبلية لاستقطاب ما أمكن من مواطنين ؛استمرارا للنهج القديم الذي يطبعه الصراع بين الزعامات القبلية والأحلاف والأقطاب .
لا تعني يوميات المواطن المثقلة بالهموم شيئا لهؤلاء، لا يتحركون عندما ينقطع الكهرباء أو الماء ،وليست لديهم مطالب لإصلاح النظام التربوي والاهتمام بالعمال والفلاحين ،ولم يجتمعوا يوما للمطالبة بتخفيض الأسعار أو تحسين الوضع الصحي، وهم أيضا لم يتحدثوا في هذه الاجتماعات عن تأثيرات الجفاف الذي يضرب هذا العام جيوبا كثيرة بالولاية.
والذين يتحركون هنا لا يقيمون أغلب أوقات السنة في المدينة، وخلال ساعات معدودة يصبحون على شواطئ الأطلسي هناك.
خلال هذا العام الذي بلغ فيه الغلاء حدودا غير مسبوقة ، ولم تنبت فيه الحقول حبة زرع والتهمت فيه الحرائق مناطق واسعة من الأعشاب وهو ما يهدد أغلى ثروة في الولاية هي المواشي ، لم يجعل هؤلاء يصحون مرة لمناصرة الجماهير في قضاياها الحيوية، بل هبوا مجددا للإجهاز عليها عبر إيقاظ العصبويات المقيتة، وتدجينها ومحاولة إلهائها في صراعات بينية لم يجن منها المواطنون غير الفقر والتخلف و التدابر.
إنهم اليوم يعودون لإحياء طبيعتهم الدائرة مع كل الأنظمة للمطالبة بااتجديد للنظام الحالي يدفعهم إلى ذلك حراسة مناصبهم التي تمنحهم الفرصة لنهب خيرات البلاد والدوس على ما تبقى من عناوين الدولة وكرامة المواطن.
فما لهؤلاء الناس لا يرعوون.
وكالة كيفه للأنباء