تنكب السلطات في مدينة كيفه على تزيين الشوارع التي سيسلكها رئيس الجمهورية أثناء زيارته المرتقبة للمدينة في ال 11 من الشهر الجاري. يقطعون شجيرات الرمض ويزيلون أعرشة الفقراء وأخبيتهم من جنبات الطريق وينقلون الجيف والقاذورات المتراكمة منذ سنوات.
فعلوا ذلك لكل الرؤساء فإذا أفلوا تبرؤوا منهم ،فهم قوم يكرهون الآفلين.
سيصبغون الحيطان القريبة بالأبيض والأحمر ويبذلون ما في وسعهم كي لا تقع عين الفخامة على منظر قبيح أو تتسرب إلى انفه رائحة عفن.
القبح والروائح النتنة وأكوام القمامة يجب أن تكون نصيب سكان المدينة وحدهم ؛يعيشونها قبل مجيئ رئيس الجمهورية فإن غادر وجب التعجيل بعودة الوضع على ما كان عليه.
أف لها من ميوعة قاتلة باتت عادة مستحكمة في نفوس مسؤولينا.
أف لهذا النفاق والاستهتار الصارخ بالمدينة وأهلها، وسحقا لهذا التحلل الفاضح من المسؤولية.
هذه المساحيق لن تنفع في قسمات وجه المدينة المجعد بالعطش والجوع وسوء الخدمات وغياب أي أفق مبشر.
مهما فعلتم لن تخفوا قبح ما آلت إليه أوضاع السكان مع تعاقب أنظمة الفساد والتسلط والإهمال.
لن تستطيعوا بهذا المكياج التافه أن تحجبوا خيبات الأمل لدى هؤلاء المواطنين وخوفهم من ما يخبئ لهم المستقبل بعد أن فقدوا كل شيء.
هل يمكن تخيل المستقبل الذي ينتظر هذا البلد بعد أن باتت رذائل التزلف والنفاق وعبادة الذات والمنفعة قيم سائدة لا تجد من يستقبحها .إن ممتهنيها هم من يتصدر المشهد ويبسط له السجاد ويستقبل بالزغاريد والطبول.
الشيخ ولد أحمد المدير الناشر لصحيفة كيفه للأنباء